Article
Arabic, English, French
ID: <
oai:doaj.org/article:250c56357ec647b0a385bee7641fdb8a>
Abstract
إنّ ثمة علاقة جدلية بين الحقلين (الصوتي واللساني) تنطلق عكسا وطردا، من حقل لغوي لثان ومن ثان لأوّل، فمتى كانت الصوتيات قيد التطبيق العملي، يكون الحقل اللساني في حالة المطاوعة يستمدّ من دورة التطبيق نظرا جديدا ويغتني، ويكون حينئذ مدّ التأثير متّجها من الحقل الصوتي إلى الحقل اللساني؛ حتى يتشبّع المجال الأخير من معطيات المجال السابق ويبلغا حدود التكافؤ – إنّها أهنأ الفترات التفاعلية – ومن ثمّ ينبري الحقل اللساني بدوره إلى العمل والتطبيق فيتشوّف آفاقا أبعد يخطط لها نظريّا انطلاقا من واقع الدرس الصوتي الراهن أمامه بغية تطويره، ولا حاجة بنا إلى القول إنّ الدرس الصوتي يستكين في هذه الحالة ويتأهّب، كما يستجيب في دورته التالية لتأثيرات الدرس اللساني الصاعد حتّى يحصل التّكافؤ، وينقلب المدّ إلى سيرته الأولى وهلمّ جرّا من حقل لثان ومن ثان لأوّل. ولإبراز اللعبة الجدليّة بشكل حسيّ، يمكن اللجوء إلى واقع إبداعي قيد التطبيق، فنقابله بواقعه في الفكر النظري، وليكن هذا الواقع العملي مثلا واقع مدرسة لغوية جمعت بين الحقلين معا وغيرها من علوم لغويّة قال فيها أصحابها:"إنّ ما يعرض للغات من تغيّر؛ إنّما هو بفعل قوانين عمياء ".