إن القراءة النقدية في ضوء النقد البناء هي التي تصغي بهدوء إلى النص بما فيه من دون تغييرات، ليترجم هذا الإصغاء فيما بعد إلى محاولات جادة لفك الرموز الايجابية والسلبية ومعرفة الدلالات النصية وكشف البنى المعرفية المحملة فيه، هذا الأمر يقودنا إلى الرغبة لدراسة مستقلة في هذا المجال والتي تتمثل بـ (النقد البناء في الدراسات الادبية الحديثة- الشعر انموذجاً)، وهي من مقدمة وتمهيد الذي كان بعنوان: (النقد البناء- مدخل تعريفي)، ومبحث اول فكان بعنوان: (مفهوم النقد البناء في الدراسات الأدبية الحديثة- المستوى التنظيري)، حيث تناول هذا المبحث على مستوى التنظير ستراتيجية النقد البناء وأهدافه والمقاييس النقدية ومؤهلات الناقد البناء ولغة النقد البناء، أما المبحث الثاني فكان بعنوان: (وظيفة النقد البناء وطرق اشتغاله- المستوى التطبيقي)، حيث تناول هذا المبحث تحولات النقد من معرفي إلى بناء ووظيفة النقد البناء ونماذج الاشتغال النقدي ثم بعد ذلك نصل إلى خاتمة البحث وقائمة بالمصادر والمراجع وملخص باللغة العربية والانكليزية. وعلى ضوء ذلك غلب على هذا النقد الطابع الفردي المميز والذي يستند إلى معيار الصدق الفني وأحكامه وإلى الذوق الفطري السليم وسليقتهم الصافية التي أتخذوها مقياساً لجميع الدراسات الادبية الحديثة، فضلاً على أن النقد البناء هو ذاتي انطباعي من خلال ما يعتمده الناقد على ما يضعه الأثر الادبي في نفسه من ردود فعل شعورية ونفسية حيادية بمعزل عن الكثير من القواعد الادبية الموضوعة، وبهذا يظل النقد على اختلاف مفاهيمه وتعدد زوياه، ونظراً لمعاينة وآليات اشتغاله، البوصلة التي لا غنى عنها، والطريق المفتوح الذي لا سبيل إلى تحقيق فعل ناجح وسليم بدونه.